حقوق المساجد في الإسلام بأنها للمساجد على المُسلمين حقوق كثيرةً
ولعلّ من أهمّ ما يجب على المسلم أن يؤدّيه من حقٍّ لبيوت
الله ما يأتي: [٥] [٦] عدم البيع والشراء ، والسؤال عن الضالة داخل المسجد ،
وذلك لما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه
، أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّ- قال: (إذا رأيتُم من يبيعَ أو يبتاعُ
في المسجدِ فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك ، وإذا رأيتُم من ينشُدُ فيه
ضالَّةً ، فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك ضالَّتَك). [٧] المحافظة على نظافة المسجد
من الأوساخ والنجاسات ، وتنظيف المسجد من النخاعة ، وذلك لما رواه
الصحابي الجليل أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:
(البُزاقُ في المسجدِ خَطيئةٌ ، وكفارتُها دفنُها). [٨]
عدم تناول الطعام الذي له رائحةٌ كريهةٌ ،
والذي يسبب برائحته الأذى للناس والملائكة ؛ كالثوم ،
والبصل ، وممّا يدلّ على ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
(منْ أكل فلا يَقرَبَنَّ مسجِدَنا). [٩] عدم رفع الصوت داخل المسجد ،
والتنزّه عن اللغو ، والفحش ، واللهو ، والعبث ، واللغط من القول ،
ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا إنَّ كلَّكم مُناجٍ
ربَّهُ فلا يؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً ولا يرفعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءةِ
أو قالَ في الصَّلاةِ). [١٠] أداء تحية المسجد عند الدخول إليه ، وفعلها
في كلّ وقتٍ يدخل فيه المسلم إلى المسجد. المواظبة على أداء
صلاة الجماعة في المسجد. أهمية المسجد في الإسلام يعتبر
المسجد شعاراً للحياة في المجتمع الإسلامي ، وليس أدلّ على ذلك
من اهتمام النبي -صلّى الله عليه وسلّم- به ، وبنائه للمسجد
عند وصوله إلى المدينة المنورة ؛ فالمسجد ليس مكاناً لأداء
الصلاة فقط ، بل له وظائف أخرى كثيرةٌ ، من أنها تحقق أهداف
الإسلام ، ورعاية المصالح الدنيوية ، والمصالح الأخروية ،
وهذا يأتي بيان تلك الأهمية: [١١] المسجد بيت الله ، وهو
أشرف الأماكن على وجه الأرض ، فإنّ فيه تتنزل الرحمات ،
فهي أماكنٌ للمنافسة على الخيرات ، والطاعات ، يذكر فيها اسم الله -تعالى
- صباحا ومساء ، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ
وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
[١٢] المسجد خير الأماكن لتربية المسلمين ؛ فإنّها تربي في المسلمين
روح الأخوة ، والمساواة فيما بينهم ؛ فهم يجتمعون في مكانٍ واحدٍ ،
ويقفون للصلاة في مكانٍ واحدٍ ، ويصلّون خلف إمامٍ واحدٍ ، فلا فرق
بينهم بين الملك والخادم ، وبين الرجل العالم وبين الرجل العادي ؛
فكلهم أمام الله -تعالى- سواءً ، ولا فرق بينهم إلّا بالتقوى. المسجد
هيئةٌ ولجنةٌ ومؤسسةٌ إسلاميةٌ عظيمةٌ ، تتفوق على جميع اللجان و
الهيئات التي تنشأ في كثير من البلاد ، والتي يزعم أصحابها أنّها
أفضل مؤسسةٍ لإصلاح المجتمع البشري ، أمّا في الواقع فلا يمكن
إصلاح المجتمع إلّا من خلال تفعيل دور المساجد في تربية
الفرد تربيةً إيمانيةً متكاملةً ، تقوم على المحبة والاحترام ،
والتعاطف والتآخي ، وتدعوهم إلى إحياء روح الإسلام في نفوسهم.
في حضور المسلم إلى المسجد ، وسماعه لما يلقيه الخطيب ،
واتخاذه قدوةً مع إخوانه المسلمين ، تتأكد لديه المبادئ الإسلامية ،
وتثبت عظمة الإسلام في نفسه ، وتثبت لديه معاني المحبة والصفح ،
والتراحم والتعاطف ، فتذوب كلّ معاني الحقد ، والضغائن من النفوس.
المسجد أفضل مكانٍ للتربية على مرّ العصور ، وخير مثالٍ على ذلك
مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم ؛ فقد كان الصحابة -رضي الله عليهم
- يحضرون إلى المسجد ، ويتعلّمون من النبي -صلّى الله عليه وسلّم-
كلّ ما يحتاجون إليه ، وكلّ ما تحتاج إليه البشرية ، فخرج العلماء ،
والقادة ، الذين حملوا راية الإسلام ، ونشروه في مشارق الأرض
ومغاربها. للمسجد دورٌ مهمٌ في نشر المعارف والعلوم ، والثقافة ذات الصلة
الصبغة الإسلامية ، فالمسجد مركزٌ للعلم ، ومركزٌ لتربية النفس الإنسانية
على الحلم والأناة ، والرفق ، والبعد عن الشدّة والقسوة. المسجد يحثّ
المسلم على التقوى ، والتطهر ، ويؤهله إلى الحياة النافعة.
الحضور إلى المسجد لأداء الصلوت سببٌ في مغفرة الذنوب.